بعد نسخة 2024 التي حظيت باستقبال رائع تحت شعار "بحثا عن روح الأندلس"، تستعد مدينة فاس ومدينتها العتيقة التي يعود تاريخها إلى ألف عام لاستضافة النسخة الثامنة والعشرين من الجمعة 16 إلى 24 مايو تحت شعار "النهضة".

ولا يمكن لهذا الموضوع أن يكون أكثر انسجاما مع روح بلادنا التي تتبوأ، سنة بعد سنة، مكانة فضاء للتجديد الثقافي والروحي والفني بفضل إرادة جلالة الملك، أعانه الله. موضوع يعكس أيضا روح المهرجان الذي يواصل، بعد 28 سنة من إنشائه، إدامة قيم التعايش والتسامح التي تميز مدينة فاس، المكانة الثقافية المرموقة، المدينة المنفتحة، ملتقى الحضارات، التي لا تتوقف عن تجديد نفسها. منذ تأسيسها، لعبت مدينة فاس دوراً محورياً في حركات الإحياء الثقافي والديني، وكان لها تأثير كبير على التبادلات بين الحضارات المتوسطية والأفريقية.

وستكرم هذه النسخة أيضًا أفريقيا، القارة التي يسعى شبابها إلى الحفاظ على تقاليدها العريقة والاحتفال بها، ونقل تراثها إلى الأجيال القادمة، وبالتالي المساهمة في نهضتها الثقافية. وتعزز هذه التكريمة ترسيخ المهرجان والمغرب لجذوره الإفريقية، وتنسجم مع التزامات المغرب لصالح التعاون جنوب-جنوب وفقا للرؤية الملكية.

وأخيرًا، لا يفوتنا في "عصر النهضة" الإشارة إلى إيطاليا، البلد الذي يسلط عليه الضوء هذا العدد. مرجع سيتم الاحتفال به بالتزامن مع مدينة فلورنسا التي لديها توأمة فريدة من نوعها في العالم، وهي مدينة فاس؛ مدينتان ترمزان إلى هذا الجسر بين الثقافات والعصور.

بفضل دعم ومساعدة مختلف الشركاء والفاعلين المؤسساتيين الذين أتوجه إليهم بالشكر الجزيل، أصبح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، على مر السنين، حدثًا ثقافيًا لا يمكن تفويته وله تأثير دولي معترف به. ويصنف اليوم على أنه المهرجان الرائد عالميا في مجال الموسيقى المقدسة.

على مدى 9 أيام، سيقدم حوالي 200 فنان من أكثر من 15 دولة عروضًا استثنائية. تصنيف الفرق الفنية التي تشكل جزءا من التراث

في جميع أنحاء العالم، ديبا جزر مايوت-جزر القمر، المجموعة الصوفية الأريج من سلطنة عمان، المريدون والشعر الصوفي من السنغال، فن القيثارة في غانا، الزاولي مانفلا من ساحل العاج، معلمو الطبول في بوروندي ليلة الأندلس ….

تستعد مدينة فاس ومهرجانها لاستقبالكم بكرم ضيافتها وتقاليدها الأسطورية.